:من هو؟
لقد عاش القديس الانبا كاراس في اواخر القرن الخامس واوائل القرن
السادس, وكان شقيقا للملك ثيئودوسيوس الكبير.
: كاتب السيرة......من هو ؟
كاتب السيرة هو الانبا بموا كاهن وخادم مذبح كنيسة الانبا
مقاريوسبجبل شيهيت , و هو الذي كفن جسد القديسة الطوباوية
ايلارية ,و هو غير القديس بموا معلم القديس الانبا بيشوي و الانبا
يوحنا القصير.......
::مكان السيرة......
في الجبل الغربي من برية الاسقيط تحت المعايشة الملائكية كانت هذة
السيرة الطاهرة الي ان تنيح القديس العظيم الانبا كاراس في اليوم
الثامن من شهر ابيب المبارك.
*كان القديس الانبا بمو القس اشتاق لرؤية احد الاباء السواح وطلب
من الرب بالحاح فارشدة الرب للدخول الي البرية الداخلية وهناك
تمتع بسر الاباء السواح وملاقاتهم وتسجيل سيرهم.
:لقاء وضياء.....
*قال القديس الانبا بموا:
اعملوا ايها الاخوة ماحدث لي , انة في يوم من الايام،
اعرفكم بة انا اخوكم بموا. اذكرانني دخلت الي كنيستي في شيهيت
وكنت جالسا وحدي فسمعت صوتا قائلا لي :يا بموا اسرع وادخل الي
البرية لكي تتبارك من القديس الانبا كاراس ، لانة مكرم عندي بدرجة
عظيمة ، قم واسرع الية وسلامي يكون معك.
فنهضت فرحا مسرورا لهذة الدعوة المقدسة ،ودخلت الي داخل البرية
ومضيت امشي فقضيت اليوم الاول و التاني والثالث وانا لم اشعر
بتعب ،بل وكانت نفسي فرحانة مبتهجة و كنت ارتل مزاميري الي ان
وصلت الي مغارة بابها مسدود بحجر ،فوقفت امامها وناديت اغابي
.......بارك علي يا ابي القديس.
فللوقت سمعت صوتا يجاوبني ويقول : حسن هو قدومك اليوم ياراجل
اللة بموا .الذي كفن جسد الطوبانية ايلارية .... ادخل وسلام الرب
يكون معك...فدخلت الية لاتبارك منة ...
:سمعان القلاع......
وما ان دخلت الاوقام وقبلني بالمحبة الروحانية .وجلسنا نتحدث
بعظائم اللة, وكانت تمتلكني دهشة انة عارف اسمي رغم اننا لم نلتقي
من قبل كما انة عرف انني الذي قمت بتكفين القديسة ايلارية ,كما
انني كنت متعجبا لنسكة الزائد .ولكن قلت لة..................
((يابي هل في هذا الجبل قديس اخر يشبهك)).فرفع عينية الي السماء
وقال نعم .. نعم
((يوجد في البرية قديس عظيم لايستحق العالم كلة وطاة قدمية ))
فقلت لة وما هو اسمة؟
فقال : اسمة الانبا كاراس...
فقلت لة : وما هو اسمك وكم من السنين في هذة المغارة؟ فقال :
اسمي سمعان القلاع ولي اليوم في هذة البرية ستون سنة فقط واتقوت
كل سبت بخبزة واحدة اجدها موضوعة علي الحجر الذي خارج هذة
المغارة فتشبعني من السبت الي السبت..
فتباركت منة بفرح ومضيت اسبح اللة الذي افتقدني بقديسية...
:الانبا مون..
ويقول الانبا بموا :انني مضيت بعد ان تباركت من القديس سمعان
القلاع الي داخل البرية مسيرة ثلاثة ايام اخري الي ان وصلت الي
مغارة اخري علي بابها حجر . قرعت الباب وقلت :بارك علي يا ابي
القديس فاجابني بصوت مملوء بهجة و فرح قائلا : حسن هو قدومك
الي اليوم يا قديس اللة الانبا بموا الذي كفن جسد الطوبانية القديسة
ايلارية ادخل الي وسلام اللة معاك في قدومك اليوم . فعبرت الية
وقبلت يدية الطاهرتين و تباركت منة وجلسا نتحدث بعظائم اللة
بعضنا مع بعض.
ثم انني قلت لة : يا ابي القديس ايوجد في هذة البرية قديس اخر
يشبهك؟....
فتنهد القديس ورفع عينية الي السماء وقال :الويل لي يا ابي ..فمن
اكون انا .. لانة يوجد داخل البرية قديس عظيم العالم باسرة لا يستحق
منة وطاة قدمية. لانة بصلواتة يبطل الة السماء الغضب الاتي علي
العالم. فقلت لة ابا كاراس .
فقلت لة ومن انت اذا يا ابي؟ وماهو اسمك؟ وكيف تعيش؟ وكام لك
في هذا الموضع المبارك؟؟
فقال لي :اسمي بامون لي في هذة المغارة تسعة وستون سنة وانا
اسكنها مترجي مراحم الرب وحياتي وقوت جسدي من نخلة تعطيني
طعامي طوال السنة.
تباركت منة ومن هيبة منظرة الطاهر المخوف وقلت لة صلي عني يا
ابي القديس...
فقال لة القديس الانبا بامون :الة المجد يسهل خطواتك ويرسل ملاكة
ليحفظك في جميع طرقك....
وخرجت من المغارة وامتلا قلبي رعدة مما رايتة وفرحت بنعمة اللة
الغنية العامة في قديسة وسبحت اللة كتيرا في جميع قديسية....
ّّّ:عند الانبا كاراس.........
ويكمل الانبا بموا قس برية شيهات ويقول :
ومضيت الي داخل البرية وسمعت صوتا عظيما مهوبا ومرهوبا
فاغلقت عيناي خشية وتعبدا ورهبة, ولكن حين فتحت عيني وجدت
نفسي علي باب مغارة ,فقرعت بابها.
وتحدثت بتحية الرهبان وناديت :اغاني ...بارك علي يا ابي
القديس......
وللوقت سمعت صوتا يتكلم معي قائلا:
حسن هو قدومك اليوم ياراجل اللة الانبا بموا ,يامن كفن القديسة
ايلارية .ادخل وسلام اللة معك.....
ودخلت وسلمت علية لكي انال البركة ... ونظرت الية واذ هو انسان
اسهل العينين صافي النظرات, منكسر الحديث, مربع القامة, وشعر
راسة ولحيتة ابيض كمثل الثلج, ونعمة اللة حالة علي وجهة....
وامرني بلجلوس فجلست......
فقبلني بالمحبة وقال لي يا اخي اليوم اتيت الي واحضرت معك الموت
, ولي زمان كبير وانا انتظر ذالك اليوم.........
فقلت لة: يا ابي القديس من انت؟ ماهو اسمك؟ وكم لك في هذة
البرية؟.....
فقال لي :اسمي الحقير كاراس لي في هذة البرية سبعة وخمسون سنة
لم اري خلالها وجة انسان قط.. وقطعت هذة المدة وانا منتظر هذا
اليوم (يوم الانتقال لملاقاة الرب)......
وجلسنا نتحدث بعظائم اللة وسر الرب للذين يخافونة, وبينما نتحدث
انتابتة حمي شديدة ومرض مرض موتة الذي انهك جسدة النحيل .
تنهد القديس وبكي يكاءا مرا وقال :لقد عشت طوال حياتي انتظر هذا
اليوم وها هو اليوم ادركني ((قالي اين اهرب من وجهك ومن روحك
اين اختفي))...
:ناظر الالة......
ولما اشرقت الشمس اشرق نورا عظيما علي باب المغارة, ودخل
انسانا منيرا جدا,وجلس عند راس القديس الانبا كاراس وباركة
وهمس في اذنة بكلام كثير وانني لم استطع ان ارفع وجهي الية من
كثرة مجدة فخرجت من المغارة لرعدتي وخوفي... ولكنة اعطانا
السلام وبارك علينا واختفي.....
فقلت للقديس كاراس : من هو هذا ياسيدي الابس هذا المجد وهذا
النور العظيم المحيط بة.
فقال لي : يا ابي هذا هو ربي يسوع المسيح ابن اللة الحي......
يا ابي لا تتعجب فانني اتبارك منة مرات كثيرة..... فتعجبت جدا من
الدرجات الرحانية العالية ونسيت نفسي في محضر المختار القديس
الانبا كاراس ومجدت اللة علي العجائب التي اراها.
:القديس يتنهد......
وفجاة وجدت ابي القديس الانبا كاراس يتنهد بعمق ونظر الي السماء
مدة طويلة وقال :يا اخي الحبيب ان عمودا عظيما سقط اليوم في
الصعيد مصر. وخسرت الارض قديسا لايستحق العالم وطاة قدمية بل
وهو من اعظم القديسين..
فقلت لة : ومن هو هذا القديس العظيم الذي انطلق الي الفردوس
الان.....؟
فقال لي :الانبا شنودة الارشي ميندريت ملح الارض لقد تنيح اليوم
السابع من شهر ابيب.
وهو ذا رهبان الصعيد وخاصة جبل ادريبة يبكون..... واني لما
سمعت ذلك حفظت ذالك التاريخ 7 ابيب .
واثنا ذلك رايت رجل اللة القديس كاراس ووجهة ازداد اشراقا وقوة
مع ازدياد حدة المرض الذي اعتراة.... وفجاة رفع عينية الي
السماء......
:حفل الانتقال.....
ثم يقول الانبا بموا : ولما كان اليوم الثامن من شهر ابيب وفجاة
امتلات المغارة بالنور ودخل الينا مخلص العالم ومعة محفل الملائكة
خدام رب الصباؤوت ميخائيل و غبريال .
وامتلات المغارة برائحة طيبة كريمة كمثل رائحة شجرة الحياة ,
وقال لنا: السلام اكما.
وكان القديس الانبا كاراس في فراش الموت و في شدة التعب, وجلس
المخلص عند راسة والقديس كاراس ينظر الي سيدي و مخلصي
وامسك بيدي وقال :ياربي والهي هذا هو بموا وديعتي وملاك المحبة
الذي سيكفن جسدي بارك علية.. انة اتي من كورة بعيدة.
فقال المخلص: يا بموا مختاري تقوي وتعزي وسلامي سيكون معك
وبركتي تحل عليك والذي رايتة وتسمعة خبربة اخواتك ليكون
لخلاص وبركة كثيرين............
ثم التفت الي القديس الانبا كاراس وقال:يا حبيبي كاراس قد اتت ساعة
انطلاقك من هذا العالم. وليس هو موت بل هو انطلاق الي الفردوس
. عربون الحياة الائمة, انتقال من الكورة البالية الي الحياة المجيدة مع
القديسين ...... وها اني دعوت اليك انبا بموا من كورة مصر الي
مكانك المبارك لكي يشهد بسيرتك الكريمة...... لكي يتبارك بسيرتك
الطاهرة كل من يسمعها......
كما يتبارك من يتلو سيرتك ومن يقدم بخورا وصدقة او يصنع محبة
شفاعة فيك فانا اعوض لة اضعافا في ملكوت السموات.........
:داود صاحب القيثارة.......
ثم ان ابي القديس الانبا كاراس نظر الي المخلص وقال لة: ياربي
والهي ومخلصي انني اخترت تلاوة المزامير طوال النهار واثناء
الليل فاجعلني مستحقا لكي انظر معلمي وابي داود النبي المرتل ,
اريد ان اعانية قبل ان تخرج روحي من جسدي.....
فامر المخلص رئيس جندة ميخائيل العظيم رئيس جند السماء ان
يحضر داود النبي بيقثارتة لكي يشدو عليها بانغامة مهللا قائلا (
هذا هو اليوم الذي صنعة الرب فلنفرح ونبتهج فية)) وجلس داود
النبي امام المخلص ومعة قيثارتة فقال المخلص القديس الانبا كاراس
: هو ذا داود النبي امامك ايهما هو الوتر الذي تريدة ان يرتل لك علية
, واي لحن او نغمة تريد ان يشدو بها..................
:نياحة القديس...........
فقال لة القديس كاراس : اريد اسمع العشرة اوتار دفعة واحدة....
فحرك داود النبي اوتارة في دفة واحدة قائلا : كريم عند الرب موت
اصفياؤة, يارب ان عبدك ابن امتك. نعم كنت فتي ولان شخت ولم
اري صديقا تخلي الرب عنة ولا اولادة يتلمسون خبزا.........
وفيما داود النبي يضرب اوتارة مع جمال صوتة , خرجت نفس
القديس الي حضن المخلص الصالح , الذي تقبلها بفرح عظيم وسلمها
لميخائيل العظيم رئيس جندة السماء الذي فرح كثيرا جداااااا..........
:المغارة......
و يقول الانبا بموا...... ولما نظرت هذا المنظر الالهي واكرام الرب
لابينا القديس الانبا كاراس نهضت وقبلت جسد القديس الانبا كاراس
ثم ادرجتة في مغارتة بعد ان كفنتة في عباءة كانت معي ثم اشار لي
المخلص بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج وهو وملائكتة
وتركوا الجسد المبارك في المغارة التي لة, وبعد ان خرجنا وضع
السيد يدية الالهية علي باب المغارة فسدها . وكانة لم يكن هناك مغارة
, ثم باركني واعطاني السلام وصعد بمجد عظيم......
:عودة الانبا بمواا..........
يقول الانبا بموا .... وبقيت واقف في ذلك الموضع انظر اليهم الي ان
غابوا عن نظري وسرحت طويلا وانا مسبي الفكر لما عانيت الي ان
وجدت نفسي امام مغارة القديس ابا مون , ثم مضيت امشي لمدة ثلاثة
ايام اخري الي ان اتيت الي الدير في برية شيهات..
ودخلت الكنيسة وجلست مع الاخوة احدثهم بعظائم اللة في
قديسية........
....... تعيد الكنيسة لنياحة القديس في 7 ابيب من كل عام.......
((( انظرو الي نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم))) ( عب 7:12)
+++ صلوات هذا القديس العظيم تكون مع جميعنا امين+++